عدد سجدات سجود السهو في الفقه الإسلامي: دراسة مفصلة
سجود السهو هو من الأحكام الفقهية التي ترتبط بكل مسلم يؤدي الصلاة، وذلك في حالات ناتجة عن بعض الأخطاء التي قد تحدث أثناء أداء الصلاة. تتعدد أسباب سجود السهو، ويتفاوت عدد السجدات التي يجب على المسلم أن يؤديها في كل حالة بناءً على نوع الخطأ أو النقص الذي وقع فيه. ولقد قام الفقهاء بتوضيح حكم سجود السهو وعدد سجداته بناءً على التفصيلات المتعلقة بالأخطاء الواقعة أثناء الصلاة. وفي هذا المقال، سيتم التطرق إلى تفاصيل سجود السهو، أسبابه، وأنواعه، بالإضافة إلى عدد السجدات التي يجب على المسلم أداؤها في كل حالة.
تعريف سجود السهو
سجود السهو هو السجود الذي يؤديه المسلم بعد إتمام الصلاة بسبب وقوع خطأ أو نقص في أركان الصلاة أو واجباتها. ويهدف سجود السهو إلى تصحيح الصلاة وتكميلها، ويعد وسيلة لتلافي الأخطاء التي قد تحدث أثناء أداء الصلاة. سجود السهو ليس واجبًا على المسلم في كل خطأ، بل يعتمد على نوع الخطأ الذي وقع، حيث أن السجود يتم في بعض الحالات فقط.
أنواع الأخطاء التي توجب سجود السهو
قبل الحديث عن عدد سجدات سجود السهو، من المهم فهم الأنواع المختلفة للأخطاء التي قد تؤدي إلى سجود السهو. وتتمثل هذه الأخطاء بشكل رئيسي في أربعة أنواع هي:
-
الزيادة: ويقصد بها إضافة عمل غير مطلوب في الصلاة، كأن يقوم المصلي بالسجود أكثر من عدد السجدات المفروضة أو تكرار الركوع.
-
النقص: وهو ما يحدث عندما يترك المصلي شيئًا واجبًا في الصلاة، كأن ينسى سجدة أو ركعة.
-
الشك: الشك في عدد الأفعال التي أداها المصلي، مثل الشك في عدد الركعات أو السجدات التي تمت في الصلاة.
-
النسيان: النسيان هو ترك عمل من أعمال الصلاة، ولكن دون أن يكون هناك زيادة أو شك، كنسيان قول “سبحان ربي الأعلى” في السجود.
سجود السهو في حالات الزيادة
إذا حدثت زيادة في الصلاة، فإنه يجب على المصلي أن يؤدي سجود السهو. وهذه الزيادة قد تكون في أي من أفعال الصلاة: كزيادة ركعة، أو زيادة سجدة، أو زيادة قول في محل لا يُستحب.
أما في حالة الزيادة في السجود أو الركوع، فيكون سجود السهو لازمًا لتصحيح الصلاة. فمثلاً، إذا سجد المصلي سجدة إضافية في الركعة الثانية، فإنه يلتزم بسجود السهو لتعديل عدد السجدات، ويمكنه أن يؤدي السجدتين في آخر الصلاة.
سجود السهو في حالات النقص
عند حدوث نقص في الصلاة، مثل ترك واجب من واجبات الصلاة أو جزء منها، فإن المصلي يجب أن يؤدي سجود السهو لتصحيح الصلاة. ويعتبر النقص في الصلاة من الأسباب التي تستدعي سجود السهو بشكل كبير. إذا ترك المصلي واجبًا من واجبات الصلاة، كأن يترك التسبيح في السجود أو ينسى التشهد الأول، فإنه يجب عليه أن يؤدي سجود السهو.
وفي حالة نقص الركعات، كأن ينقص من الصلاة ركعة ويكتشف المصلي ذلك بعد أن قام بالسلام، فيجب عليه أداء سجود السهو.
سجود السهو في حالات الشك
عند الشك في الصلاة، سواء في عدد الركعات أو السجدات، يلتزم المصلي بسجود السهو لتصحيح الصلاة. فإذا شك المصلي في عدد الركعات التي أدى، سواء كان قد أضاف ركعة أم لا، يطبق قاعدة “اليقين لا يزول بالشك” بحيث يأخذ المسلم بالأقل، أي يعتبره قد أكمل الصلاة بعد الركعة التي تشتبه في عددها، ويكمل الصلاة ثم يؤدي سجود السهو.
سجود السهو في حالات النسيان
النسيان من الحالات التي قد تستدعي سجود السهو. فعلى سبيل المثال، إذا نسي المصلي ركعة أو سجدة أو ترك جزءًا من الذكر، يجب عليه سجود السهو. النسيان يمكن أن يحدث أثناء الصلاة، وفي حال تم تداركه بعد السلام، يجب على المصلي أن يؤدي السجدتين لتصحيح الصلاة.
عدد سجدات سجود السهو
يختلف عدد السجدات في سجود السهو بناءً على نوع الخطأ الذي وقع في الصلاة. في الفقه الإسلامي، يمكن تقسيم عدد السجدات إلى ثلاث حالات رئيسية:
-
سجدة واحدة:
إذا كان الخطأ ناتجًا عن زيادة أو نقص من غير تعمد، فيجب على المصلي أن يؤدي سجدة واحدة فقط. على سبيل المثال، إذا كان المسلم قد ترك واجبًا مثل التسبيح في السجود، أو إذا ترك التشهد الأول في الصلاة. -
سجدتان:
في حالة حدوث شك أو نسيان، فإن المصلي يلتزم بأداء سجدتين، سواء كان ذلك في حالة الشك في عدد الركعات أو النسيان أثناء الصلاة. على سبيل المثال، إذا شك المصلي في عدد الركعات أو السجدات أثناء الصلاة، فإنه يؤدي سجدتين بعد إتمام الصلاة لتكملتها بشكل صحيح. -
سجدتان مع الإتيان بالترتيب:
في بعض الحالات التي تحتوي على مزيج من النقص والزيادة في الصلاة، يجب على المصلي أن يؤدي سجدتين مع الترتيب بينهما في حالة سهوه عن إحدى الواجبات، كنسيان شيء أثناء السجود أو ركوع زائد.
متى يؤدي المسلم سجود السهو؟
يُؤدى سجود السهو في حالات معينة بعد إتمام الصلاة، أي بعد السلام، سواء كانت الصلاة فرضًا أم نفلًا. ويجب على المصلي أن يؤدي السجدتين في التوقيت المحدد دون التأخر عن ذلك، ويختلف هذا التوقيت باختلاف الحالات.
-
إذا كانت الزيادة في الصلاة: إذا أضاف المصلي شيئًا غير مطلوب مثل ركعة أو سجدة، فإنه يؤدي سجود السهو في حال التمام.
-
إذا كان النقص في الصلاة: كترك جزء من الصلاة أو نقص في الركعات أو السجدات، فإن المصلي يؤدي سجود السهو بعد إتمام الصلاة.
-
إذا كان هناك شك: إذا شك المصلي في عدد الأركان التي أكملها، يؤدي السجدتين لتأكيد صحة الصلاة.
الحالات التي لا يتم فيها سجود السهو
هناك بعض الحالات التي لا يستوجب فيها المسلم سجود السهو، مثل:
-
إذا كانت الزيادة في الصلاة عن عمد أو بدون نية السهو.
-
إذا كان المصلي قد أتم الصلاة بشكل صحيح ولم يخطئ في شيء.
الخلاصة
سجود السهو هو من الأحكام الفقهية المهمة التي تضمن تصحيح الصلاة عندما تحدث أخطاء فيها. ويعتمد عدد سجدات سجود السهو على نوع الخطأ الذي وقع أثناء الصلاة، حيث يمكن أن يكون سجدتين أو واحدة، وقد يؤديها المسلم في حالات الزيادة أو النقص أو الشك أو النسيان. وقد أوجب الفقهاء على المسلم الالتزام بسجود السهو لتدارك الأخطاء وحفظ صحة الصلاة.
